كان لموانئ بلاد الشام أثر هام و شأن كبيرفي تجارة الحضارات القديمة و نذكر منها ( أوغاريت , طرطوس , صيدا , صور و عكا ) و قد تراجع نشاط هذه الموانئ نتيجة الدمار و الحروب و العزلة عن المجتمعات . و مرةً أخرى يثبت التاريخ لنا أن أرضنا العربية كانت و لا تزال بموقعها الجغرافي المميز و المتوسط و باتصالها مع جميع القارات مركزاً هاماً على كافة المستويات , فبتخطيط فرنسي و بمساعدة انكليزية و بهمة عالية بذلها العمال تم شق قناة السويس التي دخلت في الخدمة منذ أكثر من 150 سنة و كانت و لا تزال رابطاً هاماً بين أوروبا الغربية و الهند و الصين و باكستان و إلى الجنوب الأقصى حيث أوقيانوسيا . فالدول الاستعمارية لو لم تكن تعلم أهمية الموانئ العربية لما كانت قد غامرت في احتلالها و لو أن فرنسا و انكلترا لم يكونا يعيان مقدار أهمية تلك القناة من اختصار للمسافات و للوقت لما شقا ها و أصبحت ممراً هاماً يذكر بين المضائق العالمية . فلماذا لا نطوّر أسطول بلدنا البحري و نملك مئات السفن و البواخر و الناقلات العملاقة ؟ و لماذا لا نطوّر أسطولنا الجوي و نملك مئات الطائرات الكبيرة المدنية و الحربية ؟ لماذا لا نبني صرحاً جديداً مهماً لبناء الإنسان بعد بناء المجتمعات ؟ بعلمنا نستطيع أن نعمر الأجيال و نحارب من أجل المستقبل القوي المحصن بدراسات أبنائنا فنحي ذكرى العلماء و القواد و ننهج نهجهم و نكوّن بلداً تجارته رابحة و موانئه ثابتة تملك العديد من الأسس لتطوّرها .