[b][font:beec='Arial']((من أين أبدأ يا أبي ؟ أمن المآتم التي قامت لأجلك ؟ أم من الأحزان التي رمتها الحياة على ظهري مخلفةً هماً أبدياً سأحمله الدهر كله ؟ أم من الدموع التي ذرفتها حباً بك و إجلالاً لرحيلك ؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']أمي يا أغلى من في الكون ! أأركع عند قبرك الرخامي لأبكي عليه ؟ لأسقيه بدماء جراح روحي ؟ ماذا أفعل ؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']عشت الطفولة يتيماً و كبرت وحيداً و أكلت و شربت و نمت و استيقظت بمفردي في غابة الحوادث و التغيرات السريعة .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']دقيقة بل لحظةٌ هي الفارق بين حياةٍ جميلةٍ , أسرةٍ متآلفةٍ متساعدة متعاونةٍ تحب عمل الخير و بين طفلٍ بقي كما وجد في عالم الوجود دون أب أو أم و أصبح يحتاج لمن يبادره الخير .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']أتكفي السطور ؟ لا و هل غياب الأحبة على مرّ السنين سيبعد الحزن و يرجع البسمة و يعزز السعادة و يطرد الشدائد ؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']ماذا أقول أمام رهبة الموت الذي جعلني يائساً قانطاً أعيش بمللٍ ؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']اليتيم هو ذلك الشخص الذي لم يعد يملك معيلاً لأسرته و أماً حنونةً لأعماله و الحزن يلبسه و يلطخه بثيابٍ سوداء و شريطةٍ بيضاء و قلبٍ كبير يكبر و يكبر......[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']هو التحدي الذي يعيشه مع نفسه و مع أقاربه و أصدقائه و يجسد بمفهومه ضمن عائلته و حيّهِ و مدينته و مجتمعه , فيحسّ بفراقهم و أنهم كجذور الشجر التي تموت عندما تخلع تلك الجذور و تبقى بدون ماء .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']شيء بسيطٌ زرع مأساة فظيعة و حصد نتاج إنسان عمل بالوجع و الألم فكان إنتاجه مالحاً لملوحة دموعه و كئيباً لكآبة وجهه و متماسكاً لتماسك أعصابه .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']أبي و أمي هما الأمل و لكنهما الآن نهاية الأمل المقطوع , ستطفأُ الشموع و تخلّد الذكريات بصورٍ حفظت في المجلدات و حكايات ظلت في [/font][/b]
[b][font:beec='Arial']البال و أحاديث بقيت على لسان كل فمٍ .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']الأيتام و ما حالة الأيتام و بل لُعنت أيامهم ,,,,,,,,,,,,,, أمـــــــــــــــــــــــــّي أبـــــــــــــي ............................................[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']هل دار الأيتام ستكون أكثر رحمة على الأطفال من أهلهم ؟ و هل معاملة اليتيم لليتيم ستكون صادقة بقدر معاملة الطفل للطفل ضمن أسرته ؟ و هل أحوال الأيتام المادية دون الثامنة عشر أفضل من حال الأطفال الذين يقطنون تحت سقف بيت أبيهم ؟و أيهما أكثر شفقة ؟ الطفل الرضيع اليتيم أم الشاب اليتيم أم الأسرة الميتمة باكراً ؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']و أعود و أقول حالي أفضل ...................[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']أسنلتقي ؟؟؟؟؟[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']نعم .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']في شارعٍ طويل طويل و مظلم و على جوانبه أشجار صنوبر و سنديان و شوح و بين أزقته كهوف مغرقة في القدم و عند ينابيعه رسالة محملة بالقوة و الشجاعة .[/font][/b]
[b][font:beec='Arial']سنلتقي بموعد في يوم مشرق زاهٍ يلبس حريراً آسيوياً و يرتدي فرواً روسياً و يمتطي ظهر حمامةٍ بيضاء تأخذ الفكر و التفكير , الضمير و راحة البال , القلب و جريان الدم لتخلق سمكةً بيضاء حمراء سوداء اللون تموت لتأكلها ملايين المشطورات و الطحالب و وحيدات الخلايا فتكثر و تكثر و تجتمع مع بعضها بمستعمراتً لتشكل جسد إنسان يتنفس و يتكون من آلاف الخلايا فتطعم بأرواح البشر جوع مئات الأحياء ليولد الكائن الحي .[/font][/b]
[b][u][font:beec='Arial']هيا يا أبي ( فلسطين ) و هيا يا أمي ( العراق)[/font][/u][/b][b][/b]