[right]نعم, إنه طموح الشباب العرب إنه صلتهم بهذه الحياة إنه الغاية و الهدف و الحلم الذي يسعون إليه معظمهم. لكن هلّا تساءلنا لماذا؟
بعضنا يقول أنهم يبحثون عن مصلحتهم و هم على حق, و بعضنا يقول أن هؤلاء الشباب يقررون دون أن يفكوا.
- في نظري أن الرأيين صحيحان تماماً. فالرأي الأول يقودنا إلى إيجابيات السفر على حياتنا و مستقبلنا فالسفر إلى الدول الأجنبية و خاصة أميركيا يفتح أمامنا أبواب واسعة للدراسة و مجالات غير منتهية للعمل بالشهادة التي حصلنا عليها فالمدارس في أميركيا متطورة جداً و نموذجية تشوق الطالب للمعرفة و العمل للحصول عليها فعلى الطالب هناك أن يستكشف بنفسه و أن يرى ويطبق كل ما يتعلمه في المدرسة فعلى سبيل المثال: هم يذهبون إلى المتاحف ليروا بعض الاختراعات لبعض العلماء و يقومون برحلات علمية في مدارسهم كما توجد مختبرات واسعة يطبقون فيها المعادلات الكيميائية و يقومون بالبحث عن النباتات التي يدرسونها كما أن دراستهم كلها تعتمد على الكومبيوترات, حتى أن المواد الأدبية عندهم كالتاريخ لا يحفظوها بصم بل يقومون بزيارات إلى الأماكن التاريخية ويتعرفون عليها. هذا هو نمط الدراسة التي يسعى إليها الشباب العرب.
- أما بالنسبة للعمل هناك فلكل اختصاص عمل مهم و هو أساسي ربما في المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية.... فلا يوجد اختصاص لا قيمة له أما في قطرنا وفي معظم الأقطار العربية هناك مجموعة كبيرة من الاختصاصات لا تهم ولا يستطيع الإنسان العمل بها بعد التخرج لكنهم يضعونها فقط ليظهروا أنهم يتماشون مع الحضارة و هم في تساوٍ مع العالم الآخر فمثلاً: فرع رياض الأطفال معظم الناس يقولون ما فائدة هذا الفرع إن أي إنسان يستطيع أن يربي طفلاً و يعلمه كما تعلم هو من أهله لكنهم لا يعلمون أنه هناك قواعد على الطفل أن يتعلمها منذ صغره مثل عدم مشاهدة التلفزيون بكثرة كما أنهم لا يعلمون فائدة الروضة فهي أساس للدخول إلى المدرسة الابتدائية.
هذا كان بالنسبة للرأي الأول.
- أما الرأي الثاني فيقودنا إلى سلبيات السفر على حياتنا و صعوباته فأول ما تبدأ بتوضيب أغراضك تبدأ المعاناة التي قررت أنت أن تعيشها و عندما تذهب إلى المطار و ترى الناس يودعونك تزداد المعاناة و يصبح من الصعب مواجهتها و عندما يُغلق باب الطائرة ترتعب و تنظر إلى الكل بخوف شديد أما عندما تصل إلى البلد الغريب الذي سافرت إليه تيأس و تندم لكنك ستعيش هناك و ستتابع حياتك فعليك أن تتعلم لغتهم و أن تتماشى مع عاداتهم و تنسى كل ما تعلمته هنا في وطنك الأم و خاصة إذا سافرت إلى أميركيا فلا توجد حياة اجتماعية فالجار لا يعرف جاره و مع مرور الزمن الأخ ينسى أخيه فالحياة مختلفة تماماً و أنت تعتقد أنهم متحضرون و متطورون لا بل هناك قدر كبير من الحرية التي تنزع الأخلاق لأن حريتهم ناتجة عن قلة تربية و خاصة في عمر المراهقة يفعلون ما يحلو لهم و يرتكبون الأخطاء الكبيرة و لكن ذلك شيء اعتيادي بالنسبة لهم ولا أحد يحاول ردعهم حتى أهلهم فلا يوجد هناك حتى لو القليل من الصداقة و الوفاء و الأخلاق كما أنهم يستطيعون أن يجلبوا الشرطة لأهلهم إذا رفعوا صوتهم في وجه أولادهم فالصداقة هناك تنزع أخلاقهم وتنزع علاقتهم مع أهلهم فهم لا يصغون لنصائحهم حتى أنهم لا يجدون الوقت ليجلسوا و يتحاوروا معهم بهدوء فالأهل منشغلون في أعمالهم و الأولاد منشغلون مع أصدقائهم و لكن هذا كله مقبول أمام أن يلتحق الأولاد بتعاطي المخدرات مع أصدقائهم و هي إحدى طرق انتقال مرض الإيدز المنتشر عندهم بكثرة.
- فهذا هو السفر و هذه ايجابياته و سلبياته فعليك أن تفكر في كل ذلك قبل أن تقرر و تحدد مصيرك و في النهاية كل شخص مسؤول عن اختياره.
[/right]