إنه العيد الذي إذا بحثنا عنه نجده بين خطوط أخاديد وجه مسنٍ قد اشتاق لأن يبتسم لأبنائه الزائرين ...نجده في ضفائر دميةٍ شقراء جديدة لطفلةٍ طال انتظارها لهذه اللعبة...نجده بين خيوط الملابس الجديدة...على الأراجيح...أمام محلات الحلوى...في صلوات الأهل و دعواتهم. و لكن هل سألنا أنفسنا كيف ترتسم صورة العيد في أعين الأطفال هناك؟ نعم هناك في تلك الأرض التي سادت رياح الظلم في أرجائها و تربصت مخالب العنف في أعناق أهلها هناك على تلك الأرض التي امتد فوق ترابها النديِّ جسدٌ مرتجف مازالت أصابعه الملطخة تحاول ملامسة زناد البندقية في حين كانت يده الثانية تمسك بعزمٍ حفنةً من التراب و لكن فجأةً يُغمض الجفنان الراعشان و ينحني الرأس في حين لا تزال الأصابع تمسك بالزناد و اليد الخرى لا تزال تقبض التراب. و على بعد أمتارٍ تترقرق الدموع في مقلة تلك الأمِّ التي لا تمل و هي تشتمُّ قميص ابنها و تضمه و تلقي برأسها عليه رافضةَ أن تغسله لكي يبقى هذا القميص شاهداً على وحشية أولئك الذئاب. فهل يستطيع العيد أن يجتاز كل حواجز الألم و الحرمان ليدخل المخيمات المرتجفة و قلوب الأطفال المشردة التي تقتن فيها. لذلك علينا أن لا ننسى أن هناك بعضاً لم تزل صورة العيد مشوهة في أبصارهم و علينا أيضاً أن نتذكر الفقراء و نساعدهم لكي يرتسم العيد في أذهانهم كما نراه نحن ملاكاً أبيضاً يفرد جناحيه ليظلل الدنيا بالبهجة و يمسح بلمسته الحنونة جبهة المدينة