[url=https://servimg.com/view/13606634/2][img]
https://i.servimg.com/u/f40/13/60/66/34/th/satell11.jpg[/img][/url][color:d6eb=green]في الشمال الغربي لسوريا وتحديداً في محافظة إدلب تقبع مدينة مهدمة من القرن الخامس الميلادي تدعى البارة فيها أهرامات تذكر بأهرامات مصر من حيث الوظيفة مع اختلاف في الحجم، وهو ما يؤشر على عظم التأثير المصري الفرعوني في الحضارات السورية خلال مختلف العصور.
وتختلف أحجام أهرامات البارة التي لم يبق منها سوى عدد قليل ولكنها ترى من مسافات بعيدة وتعتبر علامة فارقة في الآثار السورية المتنوعة. وفيما يشير إلى التأثير المصري في هذه الممنطقة وجود مدينة قديمة ما تزال تحتفظ باسمها المنسوب للمصريين وهي معرتمصرين والتي تعني باللغة السريانية مغارة المصريين. وقرية البارة تقع في جبل الزاوية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وأطلق عليها الرومان اسم كايروبارا، وفيها العديد من الآثار التي تعود إلى عصور مختلفة.
ومن هذه الآثار البيوت الحجرية التي مازال منها قائم بيت يسمى دير سباط، وبعض الأقبية القديمة التي تحوي معاصر للزيتون إلى جانب معاصر للخمور نقش عليها اسم باخوس الذي يزعم أنه إله الخمر. كما يوجد في البارة ثلاث كنائس أثرية موزعة في أرجاء المدينة ذات تصميم بازيليكي في ثلاثة أجنحة. وقد عثر في البارة على مسجد يعود للعصر الأموي، ومن المعتقد أنه بني في الفترة الأموية الأولى نظراً لأن الكتابة العربية التي عثر عليها فيه غير منقطة، وهي تمثل آية قرآنية وبعض عبارات الحمد والشكر.
وتشير المصادر التاريخية السريانية إلى أن المدينة دمرت مع العشرات من المدن الأخرى في هذه المنطقة التي كانت تابعة لكورة أنطاكية على يد أحد الملوك الأكاسرة الفرس في القرن السادس الهجري، انتقاماً لاحتلال البيزنطيين لمدينة دارا التي كانت تابعة لهم. أما أهرامات البارة فهي عبارة عن أضرحة ضخمة تتألف من قاعدة مكعبة الشكل مرصوفة بالحجارة المشذبة، يعلوها هرم حجري رباعي يصل ارتفاعه إلى أكثر من عشرين متراً في بعض الحالات، وتزين البناء والباب زخارف للأوراق الزيتون البارزة التي تمثل الشجرة الأكثر انتشاراً في هذه المنطقة.
وثمة أضرحة ضخمة أخرى لم تحافظ على كامل غطائها الهرمي بل حافظت على حجارتها المتهدمة في الداخل. وهذه الأبنية ترقى إلى القرن الخامس والسادس الميلاي. الحضارة العريقة في البارة تدل على الأهمية الكبيرة للمدينة قديما وخاصة من الناحية الدينية مكملة سلسلة من الأماكن والمدن والكنائس الكثيرة في جبل الزاوية والمنطقة، وكانت البارة واحدة من مجمعات الكنائس والأماكن الدينية وحظيت بمكانة رفيعة.
وبالرغم من الكم الكبير والهائل للآثار في البارة فإن عمليات التنقيب والترميم لا ترقى إلى المستوى المطلوب بالإضافة إلى تجهيز المنطقة لاستقبال عدد كبير من السياح بتزويدها بعدد من المرافق الضرورية الهامة يسير بوتيرة بطيئة نوعاً ما.
وتعتبر البارة واحدة من المدن التي يطلق عليه عادة المدن المنسية أو الميتة، وهي المدن الواقعة في غالبيتها الساحقة في محافظة إدلب السورية وبعضها في محافظة حلب، حيث كانت هذه المنطقة ذات الهوية الآرامية السريانية أحد مراكز الإمبراطورية البيزنطية في عهودها المتأخرة وهي التي لحق بها الخراب بعد الحرب المدمرة التي شنتها الإمبراطورية الفارسية عليها في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان.[/color]